اللغــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــز الأول
يا صاحبَ العقْلِ الفَطِينِ ومالكاً - فكراً وذا حَدْسٍ وذا بُرهانِ
أُعطيكَ في شعري كلاماً ليِّناٍ - لُغْزاً فإنْ تدري فذو إتقانِ
فاجْمعْ لِما أرْمي لهُ سَمَعاً وأَبـْــصــــــــــاراً وما تَحْوِي مِنَ الأذْهانِ
في خَلْقِهِ أَعْطاهُ مَعْبودُ السَّمَا - سِتٌّ وقدْ زِيدتْ بِلا نُقْصانِ
والسِتُّ قد زيدت كما زيدت له -لإثْنيْنِ قد عُدَّتْ بِذي حُسْبانِ
لكنَّهُ في ذاكَ يـَــــعْلو رائـِـــداً - والسَبْقُ لا يَخْفَى على الأَقْرَان
سُبْحــــــَــانَ مَنْ أَبْقاهُ حَيَّاً دائِماً -والدَّارُ في عشْرٍ منَ البُلدانِ
أَعْطاهُ ربِّي موْضَعاً في تِسْعةٍ -زادَتْ على عَشْرٍ تَلِي عَشْرانِ
في نِصْفِهِ لوْنُ الثُّلوجِ وإنْ يَكنْ -في الأَصلِ مَنسوبٌ لهُ لَوْنانِ
رَحِمَ الإِلهُ بِحُضْنهِ بشراً وما - في حُضْنهِ شَرٌّ لِذي إيمانِ
قد كان يبْغي مَوْتَهُ ظُلمُ امْرِءٍ - والله لا يرضى بِذي الكُفْرانِ
إنْ كان في كرم الضِّيافِةِ حاتمٌ - للضَّيفِ ذو جُودٍ وذو عِرْفانِ
فالجُودُ فيك ولا لِغَيْرِكَ مِثْلُهُ - أَنْقَذْتَ في سَبْعٍ بنو إنْسان
فالحقُّ أنْ يُحْكى بِذلكَ مِثْلما - بالفَضْلِ مَنْسوبٌ ذوي إحْسانِ
إن كنت في وَصفٍ لهُ مُتَأمِّلاً - فاللِّيِنُ قد يبُدو لذي إمْعانِ
ووجُودُهُ في مُصْحفِ المَعْبودِ يبْــــــــــــــــقى خَالِداً في مُنْزلِ القُران
هذا هو اللُّـغزُ الذي جِئْنا بِهِ - سَهْلً وحلُّ اللُّغْزِ بِالإمْكانِ
إن كنت ذا حَدْسٍ تَدَبِّرْ قَوْلنا - أو كنت لا تدري فذو خُسْرانِ