هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


للبنوتات فقط
 
الرئيسيةالعاب بنوتةأحدث الصورالتسجيلدخولاضف اعلانك لدينا

 

 عند موقف السرفيس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




عند موقف السرفيس Empty
مُساهمةموضوع: عند موقف السرفيس   عند موقف السرفيس Icon_minitimeالسبت يونيو 14, 2008 5:37 am

--------------------------------------------------------------------------------

أكل فطوره ، لبس ثيابه ، تعطر ، قبل الزوجة ، ألقى نظرة على الأولاد ،ثم فتح باب الشقة و خرج .
هو الآن ذاهب إلى عمله ، كل يوم يمشي في نفس الطريق إلى موقف السرفيس ، يفصله عنه ثلاثة شوارع، هويعمل هناك منذ خمس سنوات ،و لم يتغير الطريق عليه كثيرا ، البائع الذي على الزاوية و قد أخذ بعرض بضاعته ، السيارة المتهالكة التي تقف على ناصية الطريق أسفل شجرة الكينا و التي اخترقت جذورها الرصيف ، علبة الهاتف التي تتدلى منها الأسلاك إلى الخارج ، فتحة الشارع اليسارية ، لا بد كلما مر بها أن ينظر إليها ولو نظرة سريعة ، هو يعلم أن لا مارة و لاسيارات يمرون بها ، و إلا لكان سمع أصواتهم فالجو هادئ و الكون ساكن ، لكن لابد أن ينظر إليها ، شيء ما يدفعه لعمل ذلك دون تفكير ، هو ذات الشيء الذي يدفعك إلى كبس زر المصعد أكثر من مرة عندما لا يفتح الباب .
ينعطف يمينا باتجاه الموقف ، يمر شاب يقود دراجته بتثاقل ، رجل يحمل الخبز لأولاده ، ولد نعس أفاقه أهلوه لجلب الخبز و الشاي من أجل الفطور....... مشاهد مألوفة .
يتابع سيره باتجاه الموقف ، ربما هو المكان الوحيد الذي تتغير فيه الأوجه كل صباح ، إن كان محظوظا سيجد عددا قليلا من الناس ، وسيركب بسرعة ، أو سيأتي السرفيس خاليا ، و إلا سيضطر أن ينتظر السرفيس الذي بعده أو الذي بعده، وسيضطر أن يتحمل قلة ذوق الناس ، و قلة مراعاتهم ،لكن مع بعض الصبر سيركب في النهاية و لن يتأخر .
يصل إلى الموقف ، يعاين المكان يمينا و شمالا ، لايوجد أحد اليوم ، ياللحظ سأركب بسرعة ، الشارع خال من السيارات ، ينتظر السرفيس ، صوت مركبة قادمة من المنعطف ، أرجو أن يكون هو ، لا أريد أن أتأخر ، يعلو صوت المركبة ، لا بد أنها مسرعة ، لما لا ؟ فالطريق خالية و السائق يعرف الطريق كراحة يده فهو يسير في نفس الطريق طوال اليوم ، فلماذا لا يسرع ؟.
تلف السيارة المنعطف ، و تتراءى له ، إنها سيارة للجيش ، من نوع جيب ، تنعطف و تتابع سيرها من غير اكتراث ، يظل يرمقها و هي مبتعدة .
يسأل نفسه محاولا تمضية الوقت - فهو يكره الانتظار خاصة في الصباح الباكر - : " ماذ سأفعل اليوم ؟ مممم:
سأنهي تقارير العمل و أسلمها للمدير ، سأراجعها مرتين كيلا أخطئ . لن أسمح للموظف أيمن أن يسخر مني ، أو يتطاول في الكلام سأضعه عند حده ، ربما سأشكيه للمدير ،أو سأعالج الأمر دبلوماسيا ، سأمر على سوق الخضار بعد العمل ، ماذا سنأكل اليوم ؟ لا أدري ، سأقرر عندما أصل إلى السوق ، آه صحيح لقد تذكرت ، ابنتي تحتاج إلى لباس نوم جديد ، ربما سأحضر لابني أيضا ، نفس اللون أو .... لا ، والمكواة بحاجة إلى تصليح ... ، الفيلم البارحة ... ، مسلسل الساعة التاسعة ... ، البرنامج ال..... "
و هكذا و في زحمة أفكاره المتهافتة ، أتت شاحنة مسرعة من خلفه ، و عندما و صل السائق إلى المنعطف قريبا من موقف السرفيس فقد السائق السيطرة ....
و في نهاية اليوم كانت حصيلة الحادث : شخص ميت ، و شاحنة محطمة .

***************** بقلم : تختخ ******************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عند موقف السرفيس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتديات الأدبية :: القصص والروايات-
انتقل الى: